المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

إيران تقلص وجودها في دير الزور.. وحقائق حول تحجيم نفوذها

 
   
05:04

http://anapress.net/a/245946279754575
983
مشاهدة


إيران تقلص وجودها في دير الزور.. وحقائق حول تحجيم نفوذها

حجم الخط:

هناك في ديرالزور تحاول الميليشيات الإيرانية توطيد حكمها لمساحات واسعة من المحافظة، فهي تحتل كامل المنطقة المحصورة بين الضفة الغربية لنهر الفرات وبادية الشام، بدءاً من الحدود السورية العراقية وانتهاءً عند الحدود الإدارية لمحافظة ديررالزور مع محافظة الرقة.

تغيير في خارطة النفوذ

في هذه المساحة تنشط دوريات وحواجز مختلفة حسب الميليشا المسيطرة في كل منطقة، إضافة إلى بعض المناطق التي تشهد تواجداً عسكرياً لقوات النظام، كما أن روسيا تحاول خلق توازن في الوجود على الأرض هناك من خلال إنشاء قواعد عسكرية لها بالقرب من مدينة ديرالزور أو في الريف الشرقي حيث النفوذ الإيراني المتنامي.

في وسط هذه الترتيبات طرأ متغيّر على خارطة النفوذ هناك عندما وجهت قوات التحالف ضربات جوية لقواعد ومقرات للحرس الثوري الإيراني أو الميليشيات التابعة له. ووجود خلايا تابعة لتنظيم الدولة في البادية السورية شكل خطراً على وجود هذ الميليشيات ما دفعها مؤخراً إلى تغيير تموضعها في المنطقة بما يعرف في العلوم العسكرية بإعادة الانتشار.

خلايا نائمة لداعش

أ.ر عنصر متطوع في الحرس الجهوري التابع للنظام المتمركز في ديرالزور قال لأنا برس "إن الإيرانيين غير مستقرين في الآونة الأخيرة، فالمقرات تتغير باستمرار بسبب الضربات الجوية الأمريكية، وأيضاً بسبب العمليات التي تنفذها الخلايا النائمة لداعش في الريف الشرقي لديرالزور".

وبيّن العنصر في الحرس الجمهوري أن التغيير في التموضع وصل في بعض الحالات للمقرات المهمة، مثل انسحاب حزب الله اللبناني من حي "الكتف" في البوكمال وانتقاله إلى الميادين ثم إلى مطار ديرالزور العسكري".حركة التنقلات هذه لم تكن عبثية بل كانت مدروسة في معظمها، ذلك بعد التطورات التي حدثت في الأشهر الأخيرة.

خطورة التواجد في سوريا

بطريقة غير مباشرة تواصلت "أنا برس" مع عنصر في إحدى الميليشيات العراقية التابعة للحرس الثوري بعد عودته إلى العراق بشكل نهائي وإغلاق مقرهم في البوكمال، وأبدى العنصر سعادة بالغة بعودته إلى العراق بسبب خطورة التواجد في سوريا، حيث روى حادثة لمجموعة من 21 عنصراً كانت تقوم بدورية في بادية البوكمال وقعت في كمين لداعش في بداية شهر شباط 2020، لم يعد من المجموعة سوى 5 عناصر إثنان منهم جرحى.

مصادر "أنا برس" في ريف ديرالزور الشرقي أوضحت أنه بين 55 إلى 60 عنصر يتبعون للميليشيات الإيرانية لقوا حتفهم في كمائن نصبها عناصر من تنظيم داعش في البادية الممتدة من الميادين حتى البوكمال، منذ بداية عام 2020.

أقرأ أيضاً: تجارة إيران وحزب الله الرابحة في سوريا.. وما علاقة الفرقة الرابعة؟

خارطة تنقلات الميليشيات تبيّن تحرك الميليشيات من داخل مدينة البوكمال إلى خارجها وخفضت تواجدها هناك بنسبة 45% نقل بعضهم إلى داخل الأراضي العراقية وبعضهم الآخر نشر في محطة T2 جنوبي البوكمال وأيضاً في قريتي السويعية والهري.

وأيضاً سحبت الميليشيات عناصر من مدينة الميادين وأغلقت بعض المقرات فيها خاصة في شارع النهر وشارع الأربعين، وقللت من الدوريات الليلية هناك إضافة إلى إلغاء الحواجز داخل المدينة والاعتماد فقط على دوريات وحواجز "طيارة" عند الضرورة.

مضايقات 

وقالت سمية (اسم مستعار وهي من مدينة الميادين): "إن المضايقات التي كان يقوم بها عناصر الميليشيات العراقية ليست كالسابق بل أقل بكثير مع تناقص عدد دوريات الميليشيات في المدينة"، مبينة أن الخروج للأسواق كان صعباً للغاية بسبب تلك المضايقات، معللة ذلك بسيطرة "العراقيين" على الحركة داخل المدينة، وأن معظم الاشتباكات التي دارت بين الدفاع الوطني والميليشيات الإيرانية كانت بسبب مضايقات العراقيين في الأسواق.

الحرس الثوري يقلص عدد مقراته

العنصر العائد إلى العراق قال إنه ورفاقه أدوا ما عليهم "وأصبحت الأراضي العراقية والبوكمال واحدة ولا فرق بينها، ولا يشكل الساتر الترابي الذي يفصل بينها أي اعتبار". مشدداً على أن "ديرالزور والبادية ارتوت من دماء العراقيين ولهم الحق في الحفاظ عليها" حسب قوله.

الحرس الثوري قلص عدد مقرات الميليشيات التابعة له في الميادين والبوكمال والمناطقة المحصورة بينهما، وأبقى على قاعدة الميادين بالقرب من قلعة الرحبة إضافة إلى قاعدة في بلدة الدوير وقاعدة الإمام علي التي تعتبر القاعدة الرئيسية في الشرق السوري واكبر القواعد الإيرانية خاج حدودها، هذه القاعدة تعرضت لعدة هجمات بالصواريخ البالستية والغارات الجوية من طائرات نفاثة وطائرات بدون طيار أدت إلى تدمير اجزاء واسعة منها.

أقرأ أيضاً: كيف صنعت إيران "مليشيات محلية" للتوغل في جبل الشيخ؟

العنصر في الحرس الجمهوري (أ.ر) قال إن " الحرس الثوري نقل معظم مقراته من داخل مدينة ديرالزور إلى الأرياف، مؤكداً ان معسكر الصاعقة غربي ديرالزور أصبح من أهم المخازن الإيرانية مرجحاً وجود صواريخ في المعسكر.

وأضاف أن حركة الميليشيات أصبحت أقل كثافة من قبل، وأزيلت بعض الحواجز داخل مدينتي ديرالزور والميادين، كما أنه تم نقل عناصر من حي التمو في الميادين إلى مناطق أخرى غير معروفة، ويعتبر حي التمو هو المربع الأمني التابع للحرس الثوري والميليشيات الإيرانية وهو منطقة عسكرية مغلقة لا يستطيع أبناء الميادين الاقتراب منه حيث استولى الإيرانيون على المنازل فيه وحولوها لمقرات أمنية في بداية سيطرتهم على الميادين في شهر تشرين الأول عام 2017.

 

ولا تقتصر حركة الميليشيات التابعة لإيران على العناصر بل يصاحبها أيضاً تنقل في الأسلحة الثقيلة كالدبابات والصواريخ التي نُ قلت منذ أيام على العلن من محطة T2 إلى معبر البوكمال – القائم ومنه إلى الأراضي العراقية وفق شاهد من أهالي قرية الهري الحدودية.

تحجيم النفوذ الإيراني

ويرى (الدكتور فارس الفارس طبيب من مدينة البوكمال وناشط في الثورة السورية) أن بدء روسيا بنشر قواعد في الريف الشرقي لدير الزور له أثر في تحجيم الوجود الإيراني هناك خاصة أن روسيا ترى في تمكن إيران من نشر جنودها وميليشياتها على نطاق واسع في شرق سوريا يهدد مصالحها في تلك المنطقة الغنية بالثروات كما أنه يهدد الوجود الروسي في القواعد العسكرية المنتشرة قرب حمص مثل قاعدة الـT4  الجوية وأيضاً التواجد الروسي في مناجم فوسفات خنيفيس، وقرار إنشاء قواعد عسكرية شرق ديرالزور يعطي ميزة المراقبة المباشرة لروسيا على الأنشطة الإيرانية هناك.

أبو علي (يسكن في البوكمال ويبلغ من العمر 46 عاماً) قال إن " كثيراً من عائلات المقاتلين العراقيين التي جاءت إلى البوكمال عادت إلى العراق بعد انتشار أخبار عن تفشي مرض كورونا بين المقاتلين القادمين من إيران". وأضاف أن " هناك عناصر يتبعون للميليشيات العراقية نقلوا بسيارات الإسعاف إلى الأراضي العراقية قيل إنهم مصابون بكورونا".

هذه التنقلات أثرت على عملية استقطاب الشباب في ديرالزور وتراجعت عمليات التطوع في الميليشيات التابعة لإيران، حيث أصبح التطوع أكثر في ميليشيا الدفاع الوطني على الرغم من تدني الرواتب وطول فترة الخدمة، حيث يحق للعنصر زيارة عائلته لمدة يومين كل 15 يوم خدمة.